أعراض السكري النوع الثاني
أعراض السكري النوع الثاني ومعلومات شاملة حول المرض حيث يُعد مرض السكري من النوع الثاني أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، وهو مرتبط بشكل رئيسي باضطراب استجابة خلايا الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
اقرأ أيضاً : تحليل مقاومة الأنسولين ما بين الأسباب والأعراض وتأثيرها على الصحة
يمكن أن يكون المرض صامتًا لسنوات قبل أن تظهر أعراضه، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا ضروريًا للوقاية من المضاعفات الخطيرة.
في هذا المقال، سنتناول أعراض السكري النوع الثاني ، ومعدل السكر الطبيعي، وإمكانية الشفاء، بالإضافة إلى معلومات حول العمر المتوقع للمريض، والفرق بين النوع الأول والثاني، وطرق العلاج.
أعراض السكري من النوع الثاني
أعراض السكري من النوع الثاني: كيف تتعرف عليها مبكرًا؟
تختلف أعراض السكري من النوع الثاني من شخص لآخر، وقد تكون خفيفة في البداية، لكنها تزداد وضوحًا مع مرور الوقت. ومن أبرز هذه الأعراض:
1. التبول المتكرر
يُعد التبول المتكرر من الأعراض المبكرة للسكري، حيث يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى زيادة الضغط على الكلى، مما يجعلها تعمل بجهد أكبر للتخلص من الجلوكوز الزائد عن طريق البول.
2. العطش الشديد وجفاف الفم
نظرًا لفقدان كميات كبيرة من السوائل بسبب كثرة التبول، يشعر المصابون بالعطش الدائم وجفاف الفم، مما يدفعهم إلى شرب كميات كبيرة من الماء لتعويض النقص.
3. التعب والإرهاق المستمر
عندما لا تستطيع خلايا الجسم استخدام الجلوكوز بشكل فعال كمصدر للطاقة بسبب مقاومة الأنسولين، يشعر المريض بالتعب المستمر والإرهاق حتى بعد الراحة الكافية.
4. الجوع المستمر وزيادة الشهية
على الرغم من ارتفاع مستويات السكر في الدم، إلا أن الخلايا لا تحصل على الطاقة الكافية، مما يجعل الدماغ يرسل إشارات بضرورة تناول المزيد من الطعام لتعويض النقص.
5. بطء التئام الجروح والكدمات
ارتفاع مستويات السكر يؤثر على عمل جهاز المناعة، كما يضعف تدفق الدم، مما يؤدي إلى تأخر شفاء الجروح وزيادة خطر الالتهابات.
6. عدم وضوح الرؤية
يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات السكر تورم عدسة العين، مما يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية. قد تتحسن هذه المشكلة عند التحكم في مستويات السكر، لكنها قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا لم تتم معالجتها.
7. تنميل وخدر في الأطراف
يؤدي السكري غير المنضبط إلى تلف الأعصاب، خاصة في اليدين والقدمين، مما يسبب الشعور بالخدر أو الوخز أو حتى فقدان الإحساس في بعض الحالات المتقدمة.
8. التهابات متكررة في الجلد والمناطق الحساسة
يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى ضعف المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات الجلدية والتهابات الجهاز البولي والفطريات، خاصة لدى النساء.
9. تغيرات في الوزن
قد يعاني بعض المرضى من فقدان الوزن غير المبرر بسبب فقدان الجسم للطاقة المخزنة، بينما قد يواجه آخرون زيادة في الوزن بسبب اضطرابات التمثيل الغذائي.
10. ظهور بقع داكنة على الجلد
يُعرف هذا العرض باسم “الشواك الأسود”، حيث تظهر بقع داكنة مخملية الملمس في مناطق الاحتكاك مثل الرقبة والإبطين، وهو مؤشر على مقاومة الأنسولين.
معدل السكر الطبيعي لمرضى السكري من النوع الثاني
يعتمد معدل السكر الطبيعي على الحالة الصحية العامة للمريض ومستوى التحكم بالمرض، وتشمل القيم الطبيعية ما يلي:
- سكر الدم الصائم: أقل من 100 ملغم/ديسيلتر عند الأشخاص غير المصابين، ولكن بالنسبة لمرضى السكري، يكون الهدف أقل من 130 ملغم/ديسيلتر.
- سكر الدم بعد ساعتين من تناول الطعام: أقل من 140 ملغم/ديسيلتر عند غير المصابين، ولكن يجب أن يكون أقل من 180 ملغم/ديسيلتر لدى مرضى السكري.
- الهيموجلوبين السكري (HbA1c): يجب أن يكون أقل من 5.7% عند غير المصابين، وأقل من 7% لدى مرضى السكري لضبط المرض بشكل جيد.
هل يمكن الشفاء من السكري من النوع الثاني؟
يُعد السكري من النوع الثاني مرضًا مزمنًا، ولكن يمكن التحكم فيه بشكل كبير إلى درجة أن مستويات السكر تعود إلى طبيعتها دون الحاجة إلى أدوية. يُعرف هذا بحالة “التحكم التام” أو “الهدأة” وليس الشفاء التام بالمعنى التقليدي. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والألياف وقليل الكربوهيدرات.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو تمارين القوة.
- فقدان الوزن، حيث يمكن أن يساعد فقدان 5-10% من وزن الجسم في تحسين حساسية الأنسولين.
- التحكم في التوتر والنوم الجيد، لأنهما يؤثران على مستويات السكر.
الفرق بين السكري من النوع الأول والنوع الثاني
تختلف أعراض السكري النوع الثاني و السكري من النوع الأول في الأسباب وآليات المرض، ويمكن تلخيص الفروق الأساسية كما يلي:
العامل | السكري النوع الأول | السكري النوع الثاني |
---|---|---|
السبب | نقص كامل في إنتاج الأنسولين بسبب تدمير خلايا البنكرياس | مقاومة الأنسولين مع نقص جزئي في إنتاجه |
العمر الشائع للإصابة | غالبًا في الطفولة أو الشباب | غالبًا بعد سن الـ 40 ولكنه يظهر أيضًا في الشباب |
العلاج الأساسي | حقن الأنسولين مدى الحياة | تحسين نمط الحياة + أدوية وفي بعض الحالات الأنسولين |
الوقاية | لا يمكن الوقاية منه | يمكن الوقاية منه بتعديل نمط الحياة |
كم يعيش مريض السكري من النوع الثاني؟
لا يوجد عمر محدد لمريض السكري، ولكن متوسط العمر المتوقع يمكن أن يتأثر بناءً على مدى التحكم في مستويات السكر. الأشخاص الذين يحافظون على مستويات سكر مستقرة ويتبعون نمط حياة صحي يمكن أن يعيشوا حياة طبيعية.
بالمقابل، المرضى الذين لا يتحكمون في مرضهم معرضون لمضاعفات مثل أمراض القلب والفشل الكلوي، مما قد يؤثر على العمر المتوقع.
تشير الدراسات إلى أن التحكم الجيد في السكر يمكن أن يزيد من متوسط العمر المتوقع بما يصل إلى 10 سنوات مقارنة بمن لا يديرون المرض بشكل جيد.
قصص عن الشفاء من السكري من النوع الثاني
هناك العديد من الحالات التي استطاعت تقليل الاعتماد على الأدوية وتحقيق مستويات طبيعية من السكر من خلال تغيير نمط الحياة. بعض المرضى تمكنوا من خفض مستوى السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي بعد فقدان الوزن وممارسة الرياضة.
مع ذلك، لا يمكن القول بأن المرض يختفي تمامًا، بل إنه يصبح تحت السيطرة، وإذا عاد المريض إلى العادات الغذائية غير الصحية، فقد يعود المرض مجددًا.
علاج السكري من النوع الثاني نهائيًا
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي للسكري من النوع الثاني، ولكن يمكن التحكم فيه لدرجة كبيرة من خلال:
- اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات: يقلل من ارتفاع السكر ويحسن حساسية الأنسولين.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد في تقليل الدهون وزيادة استهلاك الجلوكوز من قبل العضلات.
- الأدوية: بعض الأدوية مثل الميتفورمين تعمل على تحسين حساسية الأنسولين.
- جراحات السمنة: يمكن لبعض المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة اللجوء إلى جراحات مثل تكميم المعدة، والتي أثبتت فعاليتها في تحسين أو حتى عكس أعراض السكري.
السكري من النوع الثاني مرض مزمن ولكنه قابل للإدارة بشكل كبير. من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ومراقبة مستويات السكر، يمكن للمرضى تجنب المضاعفات والعيش حياة طبيعية.
السيطرة على المرض ممكنة، بل ويمكن لبعض الأشخاص تحقيق “هدأة” للسكري من خلال فقدان الوزن وممارسة الرياضة. لذا، فإن الوعي بأعراض المرض، واتباع أساليب الوقاية والعلاج الفعالة، هو المفتاح لحياة صحية خالية من المضاعفات.